تقول الأسطورة، إنّ رجل العصابات الأشهر على الإطلاق، آل كابوني، قضى أيامه الأخيرة في البحث عن كنزٍ دفنه في ولاية فلوريدا ثم فقده لاحقاً، لكنه فشل في العثور على الكنز، ومع الكنوز المخبأة هذه، قد لا نعرف حجم ثروة آل كابوني الحقيقية.
في أوج سلطته، جنّد آل كابوني أكثر من 600 رجل عصابات في كافة أنحاء شيكاغو. ولا يزال حجم الثروة التي جمعها رجل العصابات سيئ السمعة محل جدلٍ حتى يومنا هذا، لكن موقع All That›s Interesting الأميركي حاول تقدير صافي ثروته.
بدأ صعود كابوني إلى الثراء حين صار زعيماً للجريمة المنظمة في شيكاغو خلال العشرينيات. وكان ذلك الاتحاد، المعروف بإسم «سلاح فرسان شيكاغو»، يحظى بتدفقات أرباح من مصادر تتراوح من البيع غير المشروع للخمور وصولاً إلى البغاء.
وبصفته زعيماً للعمليات المُربحة، لم يقتصد كابوني في إنفاق المال مُطلقاً، بدءاً من شراء أجنحة فنادق فاخرة وانتهاءً بالانتقال إلى فلوريدا بدلاً من منزله الأصلي في شيكاغو. ونظراً لأنّ كابوني كان يستعمل النقود النقدية في الغالب، ولا يترك الكثير من الأدلة الورقية؛ فمن الصعب مقارنته مع رجال العصابات الآخرين على مرّ التاريخ؛ إذ قالت حفيدة شقيقه ديردري ماري كابوني، إنّه أخفى ودفن ثروةً لا حصر لها، لكنّه كان مُضطّرباً بشدة إبان الإفراج عنه من السجن ولم يستطِع أن يتذكّر مكانها.
هناك إجماعٌ عام على أنّ صافي ثروة آل كابوني كان يُقدّر بنحو 100 مليون دولار، أو 1.5 مليار دولار بأسعار العملات اليوم.
تفاصيل صافي ثروة آل كابوني
كان آل كابوني فرداً في عدد من عصابات شوارع نيويورك أثناء فترة المراهقة، لكن صعوده الحقيقي بدأ حين دعاه رجل العصابات جوني توريو إلى العمل لصالح بيغ جيم كولوسيمو في شيكاغو عام 1919.
وأثناء عمله حارساً في أحد مواخير كولوسيمو، أُصيب بالزهري، وهو مرض إن تركه دون علاج، سيُؤثّر على أوضاعه المالية وحياته اللاحقة، لكنه كان أكثر تركيزاً على بناء إمبراطوريته في عام 1925. إذ كان في الـ26 من عُمره حين استقال توريو وسلّمه كرسي القيادة في سلاح فرسان شيكاغو. فضربت الأرباح عنان السماء.
أحد مشاريعه الخاصة كان متجر Hawthorne Smoke Shop الذي يبيع التبغ، ويُدير عملية مقامرة على طراز الكازينو أيضاً. وفي عام 1924 أظهرت سجلات المتجر صافي دخل وصل إلى 300 ألف دولار - أي نحو 3.6 ملايين دولار وفقاً لمعايير اليوم. وفي الوقت ذاته كان ماخور Harlem Inn يجني 230 ألف دولار سنوياً (أو نحو 2.7 مليون دولار).
كان من الجلّي أنّ الويسكي الخاص بكابوني يأتي من كندا عبر ميشيغان. وكان كثير من ذلك الويسكي يأتي من نيويورك أيضاً، بمساعدة فرانكي ييل الذي علّم كابوني الكثير قبل أن يُغادر بروكلين.
في هذا الوقت سيطرت عصابة بيربل سيئة السمعة على نهر ديترويت، وتستخدم سيارةً خفيفة الوزن للتحرّك فوق سطحها المُتجمّد. في حين كانت ديترويت تُمِدَّ أميركا بـ75% من الخمور غير القانونية إبان فترة حظر الكحوليات في الولايات المتحدة، وكان ذلك من دواعي سرور كابوني الذي تربّح من سلسلة التوريد.
ولا شكّ أنّ العصابات المُنافِسة كانت تُحاول السطو على سائقيه باستمرار، ناهيك عن اضطرار السائقين إلى الفرار من وكلاء الحظر على الطريق خشية التعرّض للسرقة أو القتل أو التوقيف.
إذ قال أحد رجال كابوني المُخضرمين، إنّ أخطر أجزاء الرحلة كان «امتداد الطريق بين غاري وبين مدينة ميشيغان بطول الكثبان الرملية لبحيرة ميشيغان»، وتستمر الشائعات حول أنّ هناك أكواماً من الويسكي لا تزال مدفونة سراً في تلك المنطقة إلى يومنا هذا.
وفيما كان كابوني غاضباً بسبب الأرباح التي يفقدها نتيجة القيود القانونية أو انتقام المُنافسين، لكنّه كان يجني ما يكفي، لدرجة أنّه لم يتأثّر مالياً. لكن الأموال المدفونة تحوّلت إلى مشكلةٍ حقيقية حين تدهورت قواه العقلية وهو في السجن. فقد كان كثير النسيان إبّان الإفراج عنه من السجن، لدرجة أنّ حفيدة شقيقه أفصحت لاحقاً عن حديثٍ مُقلق أجراه مع جدّها رالف، اعترف خلاله كابوني بأنّه دفن كومةً من النقود ولم يستطِع العثور على مكانها. وأوضح كابوني، أنّه ضيّع ثروة كانت ستعيش لأجيال. ويُزعَم أنّ رجل العصابات الضخم المُرعب انهار في البكاء حينها.